أمنيات أضاعها الهوى)
الفصل السادس:
بعد يومين:
اتسعت أعين منى سكرتيرة ” عادل المالكي” مالك القناة التي أتت مسرعة علي صوته الجهور، ورأت مكتبة بحالة فوضوي، وهو نفسه لم يعد بقادر على تمالك نفسه من كثرة المصائب التي حلت عليه بعد الحلقة .
ابتسامه مكر ممزوجه بفرحةٍ عارمة على وجهها أسرعت لمحوها قبل أن تهتف بصدمه مصطنعه:
ـ ماذا حدث أستاذ عادل ياالهي ماذا يحدث هنا؟
صوتة الغاصب تقسم أنه أفزعها حقًا، وهو يصيح بها:
ـ احضري ربى لهنا هي وإعدادها الآن يا مني، ومُري مدير الإعلانات بوقف إعلان برنامجها نهائيًا، ومسح كل شيء يخص تلك الكارثة حالًا.
_ هل سحب الدعم من ربى حقًا؟ هل سقطت أخيرًا عقدة حياتها ؟
كانت تفكر بـ فرحة وشماتة لقد كانت تتمني من قبل مكانها لكن المالكى فضلها عنها. كل ما فعلته وما تفعلة كان انتقامًا ليس إلا.
لقد اوصلوها أن تتحالف مع الشيطان نفسة لكي تكسر أنفها المرتفع، وليست نادمة.
خرجت مسرعه، ولكنها جلست على مكتبها بدلًا من منادتها أغلقت الباب وصارت تراقبه
تراقبه وهي تستمع لصوته المرتفع، وهو يحادث أحدهم يبدو من حديثه أنه محاميًا. يخبرة أن ال الزيني رفعوا قضية ضدهم، وطلبوا شهادة تلك المرأة ، الأمور تعقدت وهي أكثر من سعيدة لذلك .
أضحت ترسل الرسائل الواحدة تلو الأخرى بفرحةٍ لنجاح مخططهم. وهو يأمرها بأن توافيه بالأخبار عاجلها وآَجلها.
استقامت بعد برهة بعد أن تلكأت بما يكفي لرحيل ربى التي أتت اليوم هي وإعدادها من أجل مناقشة ما يحدث؛ وأردفت :
_ أستاذ عادل لم ألحق بهم.
*********
تقدمت للخارج بعدما اطمأنت علي ام سلوان وأنها بخير بعدما عادت لِتراسلها؛ لتخبرها أنها كانت بمكان ما عند أحد أقاربها حتى لا يصلوا آل الزينِي لها.
طمأنت شقيقتها التي أعربت عن فخرها بها، وقلقها عليها من انقلاب السوشيال ميديا بين مؤيد ومعارض معها وعليها.
كانت تخشي أن يصل الخبر لوالدتها وأخيها، ويصلوا لمكانها لكنها طمأنتها وهي ترجوها أن تدعو لها.
كالعاده ريم داعمها الأكبر بكل خطوة من حياتها، ولا تخفي عنها شيء، وهي الجزء المتبقي لها هناك بتلك البلدةِ الظالم أهلها جميعًا هي وخالتها التي لها الفضل الأكبر بما هن عليه الآن. لطالما تمنت لو كانت هي حقًا والدتهما فهم يليقون بطيبتها، ومن ثم تليق هي بحسنها ورقيها بهم لا والدتها التي تنتهز الفرص؛ لتلقي باللوم والصفعات عليهما.
لكن بهتت ملامحها ما أن وصل إليها رسالة بتهديد من فريد الزيني لكنها لم تكترث حاولت تخطي الأمر كما العادة فنهايته على كل حال قد اقتربت.
رغم أنها تشعر بِريبة من الأمر لكنها حاولت التماسك حتى أمر اختفاء المرأة، وعودتها لم ترتح له لكنها بالنهاية لا تريد إلا أن تشهد بالحق، وتنتهي مهمتها هي.
قطع شرودها صوت أحدهم:
_ إلى أين يا بليتّي أنت هاربة، ألم أخبركِ أن تنتظريني وأن تتجنبي الذهاب والاياب وحدك هذة الايام؟!
ابتسمت لا اراديا ، واستدارت ما أن تعرفت على الصوت الساخر من خلفها، والذي لم يكن غير رامي مخرج برنامجها، وأردفت بقلة حيلة :
ـ نعم اتفقنا لكن هناك حرب ضروس بالبيت، وعليّ ان الحق بها الآن وإلا قتلتهم زوجتك المصون لقد تركناها وحدها وأم رضوان بالبلد.
صمتت بحسرة من أفعال أطفالهما الكارثية التي تفوق الحد قبل أن ينفجر رامي بالضحك عليها وعلى طفلها وطفله أيضًا، وكوارثهم التي لا تنتهي.
نظرت له بحده لكنه لم يصمت فاندفعت بغيظ تجاه سيارتها تلعن تلك الظروف التي جمعتهما بمبنى واحد؛ ليصبحوا جيران، ويتفق الأطفال على كوَّارثهم معًا.
لمحها تهرول وتتركه فصاح بها وهو يندفع تجاهها:
_ انتظري ربى ها قد صَمت، انتظري اوصليني معك سيارتي معطلة. لقد دمرتها صديقتك واللعنة على من يأمن لكما.
ضحكت هي تلك المرة علية بضحكتها التي ما أن تخرج تصبح كارثة لكنها ما أن تذكرت ما فعلته هبه البارحه بسيارته لم تستطع أن تتمالك نفسها من الضحك.
حلال عليك والله انت تستحقها، كادت أن تفر من أمامه قبل أن يندفع هو رامقًا إياها بغيظ مرافقًا لها:
لقد كنت أشك أنك ِ علي دراية بما حدث لكن الآن بت متأكدًا!
نظرت له باستعلاء مصطنع، وهتفت :
ـ وما دخلي أنا..يا الله إلى متى ستلصِق بي، وبطفلي افعالكم الكارثية انت وزوجتك، وطفلك المبجل!
نظر لها رامي برهة بصمت متعجبًا قبل أن ينفجر كلاهما بالضحك علي حالهما.
ـ اعترفي ربى الكذب لا يليق بكِ أبدًا أنتِ وطفلك كارثة متنقلة.
انغمسوا معا بالضحك متناسين مخاوفهم من الآتي، بالرغم أن القلق والخوف بدأ حقًا يتسلل للجميع وخصوصًا هما
أرسل إليه واحد من اعدادة يخبره بما حدث بعد خروجهم لكنه آثر ألا يخبرها.
آثر عدم إخبار ربى حتى لا تتوتر أو تقلق حتى وصل كلاهما للبناية الراقية التي انتقلت منذ عامان لها منذ تلك الليلة التي قررت فيها ترك الماضي، وآلامه، وترك العائلة، والمضي قدمًا بمشوارها الذي بَنته لنفسها دون الحاجة لأحد.
هبط كلاهما من السيارة غافلين عن اولئك الذين اقتربوا منهما
ليهتف أبو رضوان حارس عقارِهما:
_ ها هما يا بيك أستاذ رامي، وأستاذة ربى.
انتبه كلاهما لما يحدث قبل أن يباغته أحدهم:
_ أستاذ رامي أتمني أن تأتوا معنا بلا شوشرة.
_ من انتم؟ ولما؟
_ معنا أمر ضبط وإحضار لكليكما.
_ بمناسبة؟
_ تلك الحلقة وما ذُكر بها.
*************
بجناح مساحته كشقة كامله غرفة ملوكيه كما يطلقون عليها أصحاب الطبقه المتوسطه وما هم اسفلها. يجلس “عبدالعزيز الزيني” المؤسس الحقيقي لذلك الصرح العظيم صرح الزيني للادويه، والمستلزمات الطبيه بأكملها بعد أن أورثهَا لاِبنة فريد الزيني لكي يترأس الصرح بعد أن فارق أخية الأكبر الحياة بحادث سير مدبر لم يصلوا لفاعلة بعد.
ليظل فريد يخرب به، ويختلق المشاكل حتى أورثها لأحفاده الذي حرص على أن يكونوا شبيهُون به بكل شيء حتى طباعهم.
ليختار منهم بالنهاية من يترأس الإدارة التي انتزعها من فريد بعد كوارثه وفضائحه التي انتشرت بالبلد كالنار في الهشيم.
أوكل مسؤولية الإدارة للحفيد الأكبر متجاهلًا أبية فريد الزيني؛ لتزداد الفجوة بين كليهما.
لقد تسبب فريد له بكوارث حقيقية ناهيك عن آخر حادثه التي هددت بانهيار صناعاتهم.
لقد وثق بأحفاده، ولكن يبدو أنه كان مُخطئًا أيضًا بعد ما حدث، ويجب عليه أن يعود ليحكم بالحديد والنار كما فعل من قبل .
دق بعصاه على الأرض برتابة، بعدما أوصلت إليه “مشيرة” زوجة ابنه محمود الأكبر رحمه الله ما يجري. هو ليس بغافل عن ما تريده جل ما تريده هو أن تظهر حفيده الأكبر “بيجاد” بمظهر المستهتر بعدما جعله صاحب الكلمة العليا بالإدارة من بعد إزاحة فريد وليس ولدها فيصل الذي كان السبب الأول واليد المساعدة لِعمة بكَارثتهم هذه هوّ ونيره ابنتها هو ليس بغافل هو فقط تنحي ليري كيف يسير الأمر من بعده.
كظم غيظه مُجبًرا حتى يصل له الحقيقة كاملة. دق خافت علي باب جناحه جعله ينتبه من شروده، ويسمح للطارق.
دلف محاميه الخاص الذي هاتفه قبل ساعه طالبًا منه كافة المعلومات حول ما يحدث .
_ السلام عليكم يا دكتور عبدالعزيز.
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل يا محسن.
بالكاد جلس، ومن ثم أسرع بسؤاله عن ما وصل إليه فأخبره بالتفصيل كل ما جرى.
صمت عبدالعزيز الزيني لبرهة قبل أن يلتفت للمحامي هاتفًا بصوت آمر محتقن من الغضب:
_ آتني بكل المعلومات الخاصة بتلك المذيعة، واعدادها ومن وراءها.
قاطعه محسن بابتسامه نصر، لقد كان يعلم أن “عبد العزيز الزيني” سيطلب ذلك ، محامي مخضرم مثلة بعمره الستون على دراية تامة بما قد يطلبه موكله خصيصًا، وأنه يقابل مثل هذه الحوادث الرائجة بين صناع المال والأعمال تقريبًا كل يوم.
مد محسن يده بذلك الملف الذي أعده مسبقًا، ووضعه بيد عبدالعزيز الزيني الذي بادله ذات الابتسامه، وذات النظرة هاتفًا برضا:
_ من يومك سريع البديهة يا محسن لم تخيب ظني بك يوم.
أومأ محسن بابتسامه زهو بنفسه:
ـ مثل تلك الحالات منتشرة بين صناع المال والأعمال والطبقات المخملية يا دكتور كل يوم، وبعون الله قادر على نسف تلك المدعوة، ومن ورائها برمشة عين هنالك العديد من الثغرات بملفها التي قد تسقطها بلا رجعه، وإلى الأبد لا تقلق أنا انتظر أوامرك فقط.
صمت عبدالعزيز بينما عينيه تجوب الملف بسرعه على تلك المعلومات التي أتى بها لتلك المدعوة ربى راشد ومن يعمل معها لكن محسن بادر بسرد كل شيء عَلمه عنها وعن مالك الاذاعه وشريكه قبل أن يصدم بهوية كليهما، وأن شركات ومصانع الزيني الراعي الرسمي لتلك الإذاعة إذا ما هو السبب الذي دفعهم ليّخسروهم بتلك الطريقة .
عاود سؤال محسن الذي تعجب هو الآخر من سؤاله:
ـ قلت ما اسم شريكه؟ أخبرني مجددًا ما اسم صاحب الإذاعة هذه؟!
نظر له محسن محاوًلا استشفاف نوع الصدمة التي تلقاها من ذكر اسم المالك لكن كالعاده عبدالعزيز الحويني بئر عميق ثعلب ماكر يجيد إخفاء ما لا يريد أن يظهره.
أعاد عليه اسم المالكين ليتفاجأ بابتسامة مبهمة متوعدة على وجهه لم يستطع أن يفهم مغزاها أبدًا، ولا استشفاف ما يفكر به قبل أن ينهي عبدالعزيز المقابلة برقي كعادته شاكرا له .
بعدما اوصل له محسن كل خطوات ابنة فريد وأحفاده جميعهم، والإجراءات التي اتخذوها حيال تلك الكارثة.
انصرف محسن متجاهلًا تلك التساؤلات التي بادرت بها السيدة مشيرة التي كانت بانتظار خروجه من جناح الزيني.
لم تستطع أخذ حرف منه، وهو لا يستطيع أن يغامر بعداوة عبدالعزيز الزيني فطيلة عمله معه تشرب خصاله جيدًا وعشرته كانت كفيلة بمعرفة طباعة، ومدى صرامته حتى بقواعد هذا البيت.
نظرت مشيره للمحامي بغيظ وغضب، وهي تسب وتلعن به قبل أن تقترب منها السيدة “مؤمنه” والدة بيجاد هاتفه بها بتهكم:
_ لن تتغيري أبدًا يا مشيره دائمًا متعجله على معرفة كل شيء! متى ستتعلمين الصمت والانتظار أفعالك هذه لا تنفك تضعكِ في كوارث مع الجد؟
التفت لها “مشيرة “، وهتفت بسخط:
_ لا وقت لترهاتك “مؤمنه” لن تنطلي عليّ والله! نحن بمأزق الآن، وعلينا جميعًا أن نتكاتف لسحق تلك الحشرة التي تجرأت علينا وشوهت سمعة العائله أنت لا تعلمين ما سمعته أنا؟!
_ ماذا سمعتِ؟
اقتربت مشيرة تثرثر كالعادة بما هي متأكدة منه فاِبنتها لا تخفي حرفًا عنها.
_ لقد علمت أن ما يحدث من تدبير زوجك المصون ليصل للمذيعه بعدما رفضته. منه يصل إليها ومنه تشتهر شركات الزيني كِدعاية رخيصة. أراد أن يغلق عليها جميع المنافذ، ويجعلها تقع بفخِه كالاخريات.
_ ماذا؟ هل جننتي ! مؤكد لن يصل الأمر لهذا الحد انت سرحت مجددًا يا مشيرة بعقلك أنتِ وابنتك لن يصل الأمر لهكذا أبدًا فريد ليس بهذا الغباء.
_ أنتِ حرة إن لم تصدقي وتتدخلِ؛ لإنهاء تلك المهزلة قبل فوات الأوان الأمر من مصدر موثوق كالعادة وأنتِ تعلمينه بالتأكيد.
أنهت مشيرة حديثها بغمزة لها؛ لتفهم مؤمنه أنها صادقة على الفور، وأن نيرة سِر زوجها المصون مؤكد من أخبرتها.
_ ها ..هل مازلتي متمسكة بمبادئك مؤمنه أم ماذا؟
_ أقسم أن كان الأمر هكذا لاجعله وأجعلها يتجرعون المرارة والندم بطريقتي.
_ لكن ما سمعته أنها لا ذنب لها زوجك هو من يلاحقها، وهو من أفصح عن أسرار العائلة وعن المعلومات المخفية لِتلك الكارثة بالتحديد.
ياالهي لا أعرف اي عقل يفكر به زوجك المصون لقد افتضحنا، ولو علم الجد بما يحدث ستكون نهايته تلك المرة ناهيك عن بيجاد وغضبة أنه كالجد لا يرحم .
زفرت بغضب من مشيرة وثرثرتها التي لا تنتهي. منذ استمعت لهذا الخبر الذي صار حديث السوشيال ميديا، و تصدر عناوين الصحف، والمجلات، وهي تشعر بفوران حاد داخل أوردتها. لأول مرة منذ التصق اسمها بتلك العائلة حتي أفعال زوجها ومغامراته النسائية لم تكن بحدة الأزمة هذه يكفيها ما به هي ليست متفرغة لترهات مشيرة لكنها بالنهاية عليها أن تبتلع الأمر كله فهي بحاجة لها.
بالنهاية مشيرة على حق فزوجها تصرفاته فاقت الحد. لم تعاصر شيئًا مماثل، ولا فضيحة مماثله، ورغم علمها أن ما يحدث من كوارث وفضائح الآن سببه الأول زوجها وزوج ابنتها إبن مشيرة التي تقف على صفيح ساخن الآن إلا أنها لا تمتلك إلا حق مساندة زوجها وزوج ابنتها فهو بالنهاية الأولى بدعمها.
ابتلعت ريقها ما أن لمحت ابنتها تهبط الدرج، وتتقدم إليهم مردفه بلهفه ظهرت جليًا بنبرة صوتها وعلي وجهها:
_ ماذا فعل جدي؟ هل قرر معاقبة فيصل من جديد؟
نهرتها والدة زوجها مشيرة صائحه بغضب:
_ أخفضي صوتك فيروز سيّستمع إليكِ الخدم ! أي عقاب هذا لقد انتهى هذا الفصل، وما دخله ابني تلك المرة ! تلك المرة أبيك ِ هو السبب.
عاقبوه إن أردتم أو عالجوة من مرضة النفسي الذي لا ينفك يظهر لنا ما أن ترفضه إحداهن.
نهرتها والدتها بلطف مخافة أن يستمع الخدم لصياح مشيرة الشامته، ورغم علمهم باخلاصهم لهم لكن لا ضرر من الحذر.
_ أبي السبب ..كيف لا افهم؟
حكت لها زوجة عمها بعجالة، وهي تعي انها ستخبر أخيها، وهذا ما تريدة حقًا من ثم هتفت فيروز بقلة حيلة منهم فجل ما يهمهم دائمًا مظهر العائلة، والفصل بين الصح والخطأ ، ما يجوز فعله وما لا يجوز، حياة رتيبة كرهتها كما باتت تكره كل شيء من حولها:
_ ولكني لا اهتم بكل ذلك، و لم أقصد ما وصل اليكما لما لا تفهموني؟! أنا فقط خائفه علي فيصل من عواقب قد تعود عليه بعدها، وانتم تعرفون أن جدي بالنهاية لن يرحمه، ولن يعاقب أبي.
نظرت مشيرة لها، وهتفت بصوت متوعد:
_ لا تقلقي فيروز وان انتهت تلك المشكله مع المدعوة ربى، وفلتت من الرجال، وأصاب فيصل مكروه أقسم لن تفلت من عقابِي أبدا فأولادي خط أحمر، ولا أحد يستطيع المساس بهم .
_ نانانا..
استدار الجميع على صوت تَمتمته طفولية غير متزنة قبل أن يلتقط عُدي قدم جدته مشيرة، ومازال يطلق بصقا من فمه بعفويه على تلك المربية الخاصة به وبحالته .
اتسعت أعين مشيره ما أن لمحته، وسرعان ما نفضت قدمها التي أمسك بها، وصرخت بالمربية بهستيريا أن تحمله، وتذهب به من هنا :
_ أنتِ أيتها المهملة خذية من هنا، هيااا
_ آسفة أقسم هو من هرب مني.
_ نا نا
_ قلت خذية من هنا.
ارتفع صراخ الطفل، وهو يمد يده لجدته مرة أخري كي تحملة لكن يد أكثر حنوًا عليهِ اندفعت؛ لتحمله وهي تعنف بكلتا السيدتين ذاتا القلب المتحجر، وكانت يد فيروز:
_ يا الهي أي قلب تملكون أنتم! ألستم بشر ما ذنبه إن ولد من ذوي الاحتياجات الخاصة؟! لما كل ذلك الجفاء بالنهاية السبب بما به هي ابنتك يا زوجة عمي ليس هو فقط.
تعالي يا حبيبي اللعنة على من يحزنك، انا هنا دائما من أجلك لا تبكي. عمتك هنا..يا إلهي كم أحبك يا عدي!
شددت فيروز من احتضان ابن أخيها الذي سال دمع عينيه، وهو يتمتم بكلمات لم تستطع فهمها يبدو أنه يشكي لها معاملتهم القاسية.
شددت فيروز من احتضانه، وقد أخذها الحنين لطفلٍ من رحمها. كلما نظرت لعدي تمنت لو كانت هي والدته حقًا رغم أنها أكثر من يعتني به هنا هي ووالده إلا أنها دومًا تلمح حاجته للتواصل مع الجميع.
تذكرت والده الذي طالت غيبته، ولأول مره منذ ولادة عدي، وموت والدته.
لم يفعلها أبدًا، ويبعد لتلك المده فهو لا يقدر علي فراق عدي أبدًا كما أنه يعلم أن الجميع هنا لا يتقبل عدي بحالته هذه.
همست، وهي تقبل كل انش بوجه عدي: أين أنت يا بيجاد؟ أين أنت؟
خرج اسم بيجاد بصوت استمع له عدي الذي هتف بوجه تهلل فرحًا :
_ بابا جاي؟؟
ابتسمت فيروز بسعادة، واستقامت تدور به وهو يضحك لها بسعادة إلا أنها توقفت فجأة ما أن تذكرت حالته الصحية التي لا تسمح له بكل ذلك المجهود فعدي لدية مشكلة بالقلب كما أنه يخاف من الصخب، و ينتابه حالة من هستيريا البكاء من الصعب السيطرة عليها.
هتفت بحنو:
_ بابا هل تريد بابا؟
_ اممم بابا
_ يا عمري أنت تريد بابا، سيأتي بعد قليل لا تقلق، ما رأيك أن نتصل به ؟!
_ نعم..نعم.
***** ***************
لم يشأ أن يعود للقصر. أراد أن يمكث بعيدًا عنه لكي يراقب الجميع جيدًا.
بقي بتلك الشقة الفاخرة التي اشتراها لنفسة قبل فترة حينما قرر البعد هو وطفلة على إثر مشكلةٍ ما أيضًا بسبب عدم تقبلهم لحالتهِ.
ليتفاجأ بعدها ببكاء فيروز التي أصرت على أن يبقى بجانبها ناهيك عن عدي نفسه الذي يتشبث بها، فظل يهرب وحده من العائلة، ويأتي لهنا.
اقترب من النافذة التي تطل علي النيل، وكأنها تحتضنه بين ذراعية..
ألقي بسيجارته الفاخرة جانبًا من ثم دعسها بقدمة السليمة، وأخرج كمانه ليسرق بضع لحظاتٍ من العمر ربما لن يستطع عيشها مجددًا.
شرد بعالم لا أحد فية من البشر غيرة هو وطفلة . عالم ود لو يعيش به دوما بلا صخب، ولا مشاكل للطبقة المخملية المقززة التي ينتمي لها.
أغمض عينيه، وراح بعالم آخر ليبقى هو وكمانه وعزفه .
( عارفة مش عارف ليه بتونس بيكي، وكأنك من دمي على راحتي معاكِ، وكأنك أمي..مش عارف ليه)
*********
_ ارجوكِ يا امي لا تفعلي بي هكذا لن أكمل تعليمي، وسأسمع كلمتك لكن لا تزوجيني بهذا الرجل أنه رجل كريهه الجميع يعلم أنه نجس .
هتفت بتلك الكلمات بينما تبكي بحرقة صوت بكائها تقسم الجميع بالشارع استمع الية.
دفعتها والدتها بقوة حتي سقطت أرضًا علي ركبتيها التي سالت دمائهما علي الفور تغرق أرض الغرفة الأسمنتية صائحة بغضب:
_ اخرسي يا عا.ه.ره ستتزوجيه غصبًا عنك أنتِ لا رأي لك من بعدي.
_ لكن يا أمي أبي لم يمر شهرين بعد على وفاته.
_ إياك وقول كلمة أخري .
_ أمي أرجوك أنت فهمت الحكاية بأكملها خطأ لقد أتى عمار وأخبركِ، وتقدم لخطبتي أرجوك وافقي يا أمي لقد وثقت بك.
_ أي خطأ لقد اعترفتي لي بنفسك يا عاهرة .
ـ أنا لم أفعل شيء خطأ أنا لست عاهره ألا تثقين بي أنا ابنتك يا أمي، تربيتك!
ـ اخرسي أنا لا أثق بك اللعنة على الرحم الذي حملك ليتك متِ قبل أن ألدك، وارتحت من قذارتك.
انزوت بأخر الغرفه تستقبل ضربات والدتها، وسُبابها عليها بِشهقات مكتومه، يئست من إقناعها، ويئست من إقناعها أنها ليست عاهرة. هي ابنتها كيف لا تثق بها؟!
دفنت رأسها بين قدميها تحمي وجهها من اعتداء والدتها الوحشي بمعني الكلمه. لا تعلم أي جُرم افتعلت حتى تسبها هكذا كما لو كانت حقًا كما تنعتها ” عاهرة”.
ما أن تتوقف عن ضربها يعلو صراخها، وتلطم خديها كمن جنت..
الندم يكوي قلبها ليتها لم تحكي لها شيء إنها لا تعرف معنى الرحمة.
لقد تقدم لخطبتها شاب مغترب، وهو ابن صديقتها ذو سمعه فاسدة. البلدة بأكملها على دراية به ورفضتهُ بتاتًا، ضُربت، وسُحلت ، وسجنت لكنها لم تخضع لهم حتى قررت والدتها تغيير سياستها معها، واتباع أخري جديدة ستجعلها تأمن لها وتحدثها بما يحدث معها، وقد كان ظلت وراءها بالحنية حتى حكت لها ما بقلبها، وياليتها لم تفعل ! ياليت!
_ ماذا يحدث هنا؟
هذا كان صوت زوج خالتها، وخالتها الذي بلغ منه التعب بالفتره الاخيره لكنه يكابر فقط قبل أن تجيبه والدتها ، وهي تلوي شفتيها وتلطم خديها:
_ ماذا فعلت .؟!
هتفت باستنكار بينما عاودت امساك شعرها بقوة، وتخبط رأسها بالحائط من خلفها بقوه وجنون:
_ لم أفعل شيئًا بعد أقسم أني سأقتلها بيدي لقد دعست ابنتي المدللة الغالية بشرفي بالأرض.
اقترب زوج خالتها منها يحاول تخليصها من يد والدتها التي تبدو جُنت تمامًا قبل أن تهذي بتلك الكلمات المقززة عنها، فيتركها ناظرًا بوجهها يبحث عن صدق حديثها:
أردف بصوت يقطر رعبًا :
_ ماذا فعلت يا ابنتي؟
انتَحبت وزحفت بجسدها الذي لم يعد به مكان لا يؤلمها وامسكت بساقه تتوسله بعينيها أن يصدقها:
_ أقسم يا عمي لم أفعل شيء، اسأل خالتي!
فقط أخبرت أمي أني لا أريد الزواج من هذا المدعو “ظافر” إنها حتي لا تريد أن ننتظر أن يكمل أبي العام على وفاته.
عاودت أمها صفعها علي وجهها علي حين غره، وهي تصيح بغضب بينما انزوت هي بأحضان خالتها التي بدأت بالصراخ على شقيقتها؛ لتتركها:
_ فقط هذا فقط يا حقيره أخبريه عن عشقك لابن فتنة، وما خفي كان اعظم…!
_ ابن فتنة من ؟
لمعت أعين “نعمه “بحقد وغضب لا مثيل له، وهتفت بغل:
_ ومن غيرها زوجة عمها الشريفه؟
_ نعمه…الزمي حدك، واتركي البنت هي لا ذنب لها بما بينكما.
صرخت شقيقتها بها بتلك الكلمات، وهي تسب وتلعن بها فلم تسيطر نعمه علي حالة الكره والغضب التي تصبح بها ما أن يُذكر اسم تلك المرأة وابنها.
اسميهما يجعلها تجن لم تتوقع بأقصي أحلامها ما يحدث الآن هتفت بغضب:
_ أي حد هذا يا شهيرة ما تريديني أن التزم به؟ ألم تسمعي ما قلت ! أم تتجاهليه؛ لتدافعِ عنها كالعادة.
همت أن تصفع ابنتها مجددًا لكن يد قويه أبعدتهَا عنها كانت يد زوج خالتها صارخًا:
_ ابتعدي عنها يا أم محمود كفي فضائح الشارع كله يستمع لكِ. أقلهُ احترمي موت زوجك!
لم تصدق نعمه وقاحة زوج شقيقتها. هل أتى ليدافع عنها، ويعلمها كيف تتصرف؟!
ومن اخبرهم؟ القت نظرة خاطفة على ابنتها الصغرى تتوعدها مؤكد هي من فعلت فانكَمشت ريم بخوف على نفسها قبل أن تتسع عيناها بقوه، وهو يقترب من ابنتها التي ازدادت نحيبًا، وهي تنظر له بنظرة تتوسله فيها أن ينقذها.
هم بالحديث لكن نعمه صرخت، وهي تلطم خديها وتحاول بشتي الطرق أن تصل لابنتها لكن وقف الرجل كسدٍ منيع في حين ابتعدت خالتها؛ لتمسك بعدها نعمة قلبها تمسدة بقوة ومن ثم تسقط أرضًا :
_ أمي ..سقطت أمي .
انتفضت ربى كالملسوعةِ من شرودها الذي يداهمها بأوقات لا يجب عليها أن تشرد.
كمثل غفوة داهمتها كالعادة، وهي تتصبب عرقًا. اللعنة كيف شردت هنا؟ ولم تشعر بنفسها بقسم الشرطة..
انتهت من الإدلاء بأقوالها، وخرجت كما دخلت بعد أن صدر أمر بعدم مغادرتها للبلاد حتى ينتهي التحقيق بأكملة.
بعد ساعة كانت ببيتها خلعت عنها حجابها، ودلفت لتغتسل بعدما عادت للمنزل، ولم تجد طفلها فقد اصطحبته هبه مع ابنها لتمريِن الرماية بالنادي القريب الذي اشتركت لهم به هنا.
حمدت الله أن أبو رضوان تكتم على أمر ذهابهم لقسم الشرطة، ولم يثرثر هو وزوجته كالعادة.
بالنهاية أمر روتيني كما أخبرهم المحامي الذي أتى به رامي ليلحق بهم. فقط لتأتي أم سلوان، وتشهد بالحق، وينتهي حكايتها مع تلك القضية.
كانت تصبر نفسها حتى لا تتوتر، وهذا جل ما تستطيع فعلة.
شردت بالماضي بينما ألقت بنفسها داخل حوض الاستحمام المليء بالماء الدافيء .
مازالت كلمات والدتها وَسبابها لها يدوي بأذنيها كأنه حدث الآن.
للآن لم تعرف لما كانت تتفنن والدتها باهانتها هل ليست ابنتها؟ ام هي عادة توارثتها من والدتها حقًا كما كانت تخبرها خالتها؟
تذكرت حديث خالتها بعد سقوط والدتها، وانهيارها بعدما ظنت أن والدتها سترحل كما فعل والدها حينما سقط حينها وسألت خالتها:
_ هل ستموت أمي يا خالتي كما أبي، وأكون أن السبب أقسم سأتزوج وترتاح مني فقط لتنجو.
قبلتها خالتها و احتوتها بين ذراعيها مردفة:
_ لا لن تمت فقط اهدأي لقد حدث لها هبوط حاد فقط.
حينها صمتت، وسألتها مجددًا:
_ لما تكرهنا والدتي أنا وشقيقتي، وتحب محمود فقط ؟
صمتت خالتها، وهتفت بعد قليل بنبرة حزينة:
_ هي لا تكرهك يا ربى هي فقط تربت على تمييز الولد عن البنت لقد كانت تفعل والدتنا معنا المثل.
_ لكن لما لا تفعلِ أنت كما فعلت امكما؟ وما ذنبنا نحن؟
ابتسمت خالتها، وهتفت بحنو:
_ جميعنا لسنا متشابهون يا ربى أنا أكملت تعليمي، قرأت، وفهمت، وتخطيت أما والدتك فكانت فاشلة هي نسخة مصغرة من والدتها رحمها الله، عليكِ أن تتفهمي موقفها ياربى .
_ أنا بحياتي لن اسامحها، لن اغفر لها حتى لو كانت ميته علي الغسل.
_ ياالهي..لا يا ربى لا..
_ أتعلمين خالتَي أنا سأتزوج لارتاح منها، وسأوافق على ظافر بالنهاية خالتي أم ظافر أحن منها والله كما أن زوجها طيب القلب.
_ وهل ستتزوجين الرجل وزوجته ام ابنهما يا خائبة الرجا؟!
_ سأتحملة واجري علي الله بالنهاية أخبرتني أمي يوما أنه شهر وحيد سيأتي به؛ ليتزوج ويرحل.
_ يعني؟
_ يعني سأتزوجه.
_ ربى لا تضيعي نفسك.
_ لا يا خالتي سأفعل حتي ترضي أمي
كانت تتحدث وتبكي فَاحتوتها خالتها وهي تبكي مثلها وتدعو على شقيقتها، وظلمها لبناتها.
انتفضت من الحوض، وجففت وجهها، وهي تحاول التقاط أنفاسها من محاصرة الماضي لها.
صمتت قليلا، وهي تسترجع أحداث اليوم، وشرودها الدائم الذي لم يكن إلا حقيقة مفرغة.
كم تستنكر شرودها، وتلكَ الغفوات التي تأتيها على حين غرة، وكأنها تريد دوما أن تذكرها بماضيها التي تركته خلف ظهرها. الجميع يحلم ويشرد بما سيحدث أو بأحلام تدل على إشارات معينة ربما فرح أو حزن الا هي ّ ما أن يخلو المنزل عليها تغفو لِيحاصرها الماضي كأنه حقيقة حدثت بالأمس، وما أدراك ما الماضي، وما عانت به!
تهكمت على حالها، وقد بدأت بارتداء ثيابها، وهي تلعن بهبة للذهاب بدونها، وتركها هنا تصارع جراح الماضي داخل أحلامها.
أغمضت عينيها، وهي تصارع الحنين الذي دب بقلبها له وهي تتحسس سلسالها الذي لم تخلعه من عنقها منذ أن أعطاه لها رغم أنه لم يعد يعني لها شيء. نهرت نفسها بعدما امتدت يدها تجاه هاتفها؛ لتتعثث عن أخباره وهي تذكر نفسها (أيتها الغبيه لم يعد لكِ، ولم تعودي له، ولو علموا مكانك لقتلوكِ وانتهيتِ)
مازالت بعد خذلانه لها تبحث عنه، وتحتفظ بسلسلته.
(اه يا عمار لما فعلت؟)
ما أن هداها عقلها للصواب عادت لرشدها وهي تعاهد نفسها على الثبات على موقفها.
ألقت بهاتفها علي الفراش واستقامت؛ لتؤدي فرضها توضأت وزينت وجهها بحجابها، ووقفت تناجي ربها وتتضرع إليه بالدعاء ألا يخيب مساعها، ولا يشمت بها أعدائها، وأن يحفظ لها طفلها وينسيها مُر ما مضى . آمين
أنهت صلاتها، ومن ثم لملمت حاجيتها الاساسية؛ لتهبط للدور الأول حيث مجلسهم معًا. حملت حاسوبها وهبطت للأسفل بمكان تجمعهم بالمبني الذي حولوه لمجلس ومقهى تتصفح حساباتها الشخصية، وتتابع عملها بصمت مطبق بينما تحاول أن تهاتف تلك المرأة التي عادت لِتختفي مجددًا . لقد سئمت الأمر كله. تلك المرأة لم تعد مريحة بالنسبة لها، تشعر وكأن شيئًا بها غير طبيعيًا.
حاولت مرارًا أن تطمئن منها على سير التحقيق مؤكد أدلت الآن بشهادتها لكنها لم تفلح في الوصول إليها .
عاودت تفقد حساباتها بقلة وعي إلى أن انتفضت فجأة صارخة ما أن وقعت عينيها على ما لم تتوقعه:
_ لا..لا ما هذا لا يمكن.
********
اتسعت أعين” فريد الزيني”وهو ينظر للصور التي أرسلتها ابنة شقيقة بفخر. خطة محكمة هو ما يصنعها عليها، سيريها الآن من هو فريد الزيني، وكيف يكون انتقامه لمن يتجرأ علية؟ هَتف بانبهار:
_ يا الهي يا نيره أنتِ تذهليني حقًا، من أين لكِ كل هذا التفكير يا ابنتي؟!
ابتسمت نيره بزهو قبل أن تهتف بجدية، ونبرة تهديد خفية وهيّ تمسح أنفها مرارًا :
_ لقد وعدت ونفذت، وها هي خطتك تسير بسلاسة نحو الهدف، أين وعدك لي؟! أتذكر بما وعدتني!
ابتسم فريد، وهتف بذات النبرة اللعوبة التي يتقنها وهو يستمع وينظر لعلامات إدمانها عليها بظفر عبر مكالمة الفيديو التي تظهر وجهها:
_ منذ متي، وأنا اخلف وعدي معك يا نيرة لا داعي لتلك النبرة التي تتحدثين بها معي. بيجاد لن يتزوج مجددًا إلا بكِ فقط انتظري فقط لانتهي من أمري، وننظر لأمرك حتى لا يشك أحد بنا.
انشرح قلبِها، وأغلقت الهاتف على وعد باللقاء قبل أن تسأله متى سيعود للقصر ليجيبها اليوم أو غدا.
ما أن انتهى فريد من حديثه مع ابنة أخيه التف لذلك الذي يجلس خلفة، وبجواره احداهن تتلمس صدرة بعهر:
_ لقد سقط حبيبك المالكي هذه المرة، واظن أنه سيبيع لك ولن يقف على قدميه مجددًا.
هكذا هتف فريد قبل أن يجيبه “عصام السكري” شريك عادل المالكي بالإذاعة، والذي يطمح منذ زمن بعدما حققت المحطة أرباحًا هائلة أن يمتلكها وحده :
_ أتظن أنه سيستلم بتلك السهولة ؟! أم سيفلت منا كما كل مرة؟!
تذكر السكري المحاولات المتعددة التي فشل مسعاها جميعا من أجل النيل من المالكي واجباره على البيع لكنه بكل مرةٍ يجد مخرج جديدًا يجعلهم بحالة صدمة.
عاود فريد النظر للصور مجددًا مردفًا برغبة قاتلة بصاحبتها:
_ سنظل وراءه حتى يسقط لا تقلق.
_ أتمنى.
*********
( أمنيات أضاعها الهوى)
الفصل السابع:
“كل الجروح تلتئم إلا جروح القلب التي يفعلها الخذلان بأصحابها تبقي دائمًا محدثة أثر لا يزول مع الزمن”
حاليا لا تملك إلا أن تعاود صُلح شقيقتها. قلبها يحدثها أنها تعلم عن ربى شيء. لكن عليها أن تنسج خطة محكمة؛ لتستطيع أن تثير شفقتها أو ربما خوفها، وتوصل عقلها لشيء ما لن تستطيع أن تكذبها شقيقتها ما أن تخبرها به. لقد كانت دائمًا بئر أسرارها وتدفعها على ما لا ترضي هي بها، تشجعها وتحثها على الدوام.
ستضغط علي حالها حتي تصل لمرادها قبل أن يفتضح أمر ابنتها، وتشمت بها فتنة، وعائلة زوجها.
يكفيها زوجة ابنها تلك العلكة التي باتت متأكدة أنها تعلم كل شيء وتتفنن بإلقاء الكلمات الشَّامته بها.
مؤكد استمعت لهما تلك الليلة أو ربما ولدها الذي يسير خلفها كظلها من أخبرها، وهذا هو الاحتمال الأرجح.
ارتدت عباءتها، وخرجت غير مكترثة بتساؤلات زوجة ابنها، وخرجت متوجهه لبيت شقيقتها، وهي تلعن تحت انفاسها ابنتيها اللتان دفعتاها؛ لتنحني ولأول مره بحياتها.
ما أن فتحت شقيقتها لها ورأتها الا وكادت تغلقه بوجهها لكنها، هتفت بغضب:
_ أين ريم ؟
_ لا ابنة لكِ عندي هيا يا نعمه لا أريد أن تحدثِ فضيحة هنا.
ارتفع صوتها، وهي تنادي ابنتها الصغرى لكنها لم تجيبها. تعلم أنها هنا لقد رأتها بشرفة المنزل قبل دلوفها تنشر الثياب.
تملكها الغضب لكنها هتفت بصياح :
_على كل حال لست هنا من أجل الحقودة التي بالداخل، انا هنا من أجل ربى أخبريني أين هي؟ لم يترك محمود مكان إلا وبحث عنها به. لقد هَاتفنا زوجها أمس يسأل عنها وعن طفلهِ.
اتسعت إبتسامة شقيقتها بل فلتت منها ضحكة صاخبه وهي تنظر إليها مردفة باستنكار من كذبات شقيقتها التي لا تنتهي:
_ لا تمثلي تلك التمثيلية مجددًا ! أي زوج من يسأل عنها يا نعمة؟!
يا الهي أي أم أنت ِ..! أما زلتِ تختلقين الكذبات انا وأنتِ والبلدة بمن فيها يعلمون أنه غارق بالعهر والفاحشة خارج البلاد.
دعكِ من هذا ألا ترين صورة على الانترنت هو وتلك الحقيرة التي يعيش عالة عليها.
ألا تحزني علي ابنتك التي أَلقيتِ بها للهلاك من أجل حقير مثله؟!
أي قلب تملكين انتي؟مما أنت مصنوعة؟حجر!
_ لا دخل لكِ بصناعتي يا شهيرة. أتعلمين كانت غلطة عمري حينما استأمنتك عليهن لقد افسَدتهن بدلالك، وتلك الأفكار المتحررة، ألا ترين كيف ينظر الناس لكِ؟!
أرادت نعمة أن تحرقها كما احرقتها بالكلمات، تعلم أن شقيقتها ضعيفة الشخصية، وان أظهرت عكس ذلك وأن زوجها رحمه الله من كان كسد منيع يواجه عنها كل شيء أما الآن فلا أحد سيرد عنها.
لكنها تفاجأت بتلك التي خرجت مندفعة تحارب عنها ولم تكن إلا ابنتها:
_ نعم نري يا أمي ، نري كم يعقدون المقارنات بينك وبينها بكل شيء!
فهي عكسك تماما على كل حالٍ . يكفي حنو قلبها واحتوائها لأبنائها، وبنات شقيقتها ذو القلب المتحجر.
_ ريم اخرسي
_ لن أخرس ياامي ..إلي متى تريدين اخراسي بعد. لن ادعك تبخين سِمك بخالتي؟ ماذا تريدين منا بعد؟!
زواج…تزوجنا..أموال وورث ..تركناه لابنك المبجل..ماذا بعد؟
اتركونا بحالنا يكفي ما حدث لربى التي لا نعلم عنها شيء! يكفي لهنا.
خرجت بُخفي حنين، لم يوجعها قدر أن ابنتها انحازت لشقيقتها التي طالما فضلها الجميع عليها.
ما بها شقيقتها زيادةً عنها، قبل أن تدلف لشارعها اتسعت عيناها بصدمة.
صدمة من صدفة لم تكن تتوقعها بأقصي أحلامها..لقد عاد ابن فتنة!
___
_ عيناه جابت صورها من جديد ومنذر يحدثة عنها وعن كل ما توصل له عن حياتها. عن تلك التي تحدت آل الزينى، ولم تكترث واشترت عداوتهم.
قبل أن ينتفض ليخرج من الشقة ليلحق بالعشاء المقدس..
ببيت الزيني.
منظومة أخري لا يسمح باختراقها أحد تسير حياتهم كما يسير العمل بآلية، ونظام غير مسموح لأحدهم أن يخترقة ويتخلف عنه مخافة من ثورة الجد الذي لا يرحم أحد.
وحده بيجاد دومًا ما كان خارج المنظومة دائمًا، ولا يعبأ لأحد بعدما يأس الجد من إخضاعه له، وأن يجعله يسير تحت كنفه لكن ما أن لمح تمرد بيجاد عليه، وعلم أنه قادر علي التخلي عنه، وعلي أن ينجح وحده قرر الخضوع له؛ لعلمه أن وحده بيجاد بشخصيته الجاده التي لا ترحم قادر على علو شأن صناعتهم. ناهيك عن والده الذي أسقط إسم الزيني أرضًا بنزواته وعهرة وتلك الاشاعات التي طالت اسمه .
لذا لم يرد أن يخسره، ويخسر باقي أحفاده الذي زرع فيهم قيمًا ومبادئ لا عبث فِيها لكن خير من ورثها كان بيجاد .
فصارت كلمته وحكمه يوازي حكم الجد إن لم يكن يسبقه.
الآن بعد كبره، وبعد تلك الحادثة التي أودت بما تبقي من رحمة بقلب بيجاد بات الجد يهابه، ويهاب كل ما يخصة.
حان وقت العشاء، واجتمعت الأسرة جميعها عداه هو.
اقترب الجد يتسند علي عصاة بوجه صارم كما اعتادوا منه.
كان يستمع لِثرثرتهم، وهو يهبط الدرج، وإلى شجارهم المبطن بشأن ما حدث.
لمعت عيناه بالغضب، وهو يتوعد كل من تسبب بتلك الحادثة ما أن اقترب خنست الألسنة، واحتل الصمت مائدتهم.
حياهم الجد باماءةٍ من رأسه، وعينيه تحوم بحثًا عنه كبيرهم من بعده هكذا فكر بتهكم .
لقد أرسل له أن يأتيه فورًا لكن كالعاده لا يلتزم أبدًا يأخذ اوامره هباءً اللعنة على تمرده. فاض الكيل بالجد فدق عصاة بالأرض، مردفًا بغضب:
_ فادي أين إبن عمك إلى الآن؟ ألم تخبروه بطلب حضوره على الفور أم ماذا؟
ابتلع فادي ريقه، ومسح على وجهه بغضب مكتوم يقاوم بضراوة ألا يظهر للعلن، وهتف بهدوء عكس التوتر الذي احتل داخله:
_ أخبرته يا جدي وهو الآن بطريق العوده لا تقلق أبدًا
_ لا اقلق، وكيف لا أقلق، وكل تلك المصائب فوق رأسنا برأيك يا دكتور فادي؟! إلى متى سأظل ألملم من خلفكم مصائبكم الواحد تلو الآخر؟!
ابتلع فادي ريقه بصعوبه لم يعد بقادر على تحمل المزيد يعلم أن جده لا يرحم بالخطأ. كم يخنقه الروتين ويخنقه الضغط النفسي الذي دائما ما يعيشون به منذ ولادتهم!
ليته يستطيع التمرد والرحيل وإلى الأبد، واللعنة على المال وما صنع منهم.
واجهت عيناه عينا جدة، وهالهُ نظرته السوداوية التي دفعته ليقول:
_ ياجدي الجميع يعلم من نحن، وما نستطيع أن نفعل للرد على تلك المرأة إن كان هي أو من حولها لكن ليس نحن من اعتدنا اهانه النساء سنرد عليها لكن بطريقتنا الخاصة كما أننا سحبنا كافة الإعلانات الداعمة لمحطتها، وقمنا بالاجراءات القانونية اللازمة، وهذا كفيل بردنا عليها أنها القاضية لهم.
على كل حال لن يصمدوا كثيرًا فجميع شركاؤنا فعلوا المثل تضامنا معنا. لقد علمنا من مصادرنا مدى صدمتهم وتوترهم.
لا يعلم كيف خرجت منه تلك الكلمات لم يكن من محبي الحديث عن العمل يوما لكن حينما وقعت عينه على نيره شقيقته وبعيونها نظرة سخرية ازعجته، هتف بغيظ ولم يكترث.
نظرتها تشبه نظرة عمه فريد بل هي نفسها. جن جنونه من غطرستها وحقدها التي لا تكافح ولو قليلًا؛ لتخفيه فنيره هي الأقرب شكلًا ومضمونًا من عمه فريد و طباعه الحادة الهدامة لكل ما هو جميل؛ لذا لم يرد أن يصمت، وهي تتلمس الأخطاء لسياسة بيجاد وسياستهم.
بادلها بأخري لا مبالية جعلتها تهتف بغيظ:
_ أي اهانه يا دكتور فادي ما تتحدث عنها تلك المرأة تستحق القتل بل تستحق فضيحه لا مثيل لها كما فعلت لنا، وعلى كل حال إن كان هذا رأيكم.. دعني أنا أرد عليها، ومنها أكون امرأه تجاه أخرى لكن أن نصمت هكذا لا يمكن.
لقد أصبح إسم الزيني علكة على كل الألسنة والفضل لها، ولتلك المرأة اللعينة زوجة الرجل التي ادعيتم أنه أنتهي أمرها، ولن تفتح فمها أبدًا مجددًا.
بتلك اللحظة دلف فريد الزيني بهيبته وغطرسته الواضحة التي لم يمحها الزمن غير مكترثًا بالأعين التي احتدت ما أن دلف .
حياهم ببساطة، وجلس أمام ابنة شقيقة، ولمعت أعينه بالشر والظفر من كلامها، مهما ادعي فريد الزيني الطيبه دواخله ونواياه خطرة .
ـ ما هذا الهراء نيره ماذا تريدين ان تفعلي ؟
ـ ما سمعته لا تتدخلي انت يكفيك شغل البيبي ستر التي تجيدين فعله حتى طفل صغير معافي لاخي لم تستطيعي انجابه له!
ـ نيره !
ـ نيره اخرسي!
وازي صوت فادي صوت فيصل الصارخ على شقيقته؛ ليصمت فادي احترامًا لشقيقه الأكبر ما إن أردفت بتلك الكلمات
خفضت فيروز رأسها بصمت موجع حتى أنها كادت تترك المائدة بأكملها لولا يد فيصل التي تمسكت بها من أسفل المائده؛ لتجلس.
ألقى عليها نظره حنونه بينما شرع يمسد كف يدها بحنو
كم يعشقها ويعشق تفاصيلها ! هي نقطة ضعفه الوحيدة كما يعرف الكل. يعشقها بجنون وهذا سبب خلافاته معها بسبب غيرته المجنونه عليها لكن عدا ذلك لا يهتم ابدا لا بِطفل ولا طفلة.
ابتلعت نيره ريقها بذعر داخلي بينما تحاول الثبات أمام غضب شقيقها الذي يشبه العاصفه ما أن يمس زوجته المصون.
اللعنة عليها دائما لا تستطع الصمت! عليها الثبات الآن حتى لا تظهر بمظهر حَرج أمامهم من رعبها منه لكنها التفتت لتنظر لعمها الحبيب الذى حضر أخيرًا بنظره استنجاد فهمها الجد، وهو يراقب كليهما .
ـ اياكِ والحديث مع زوجتي هكذا مرة أخرى، وإلا كسرت عظامك، وقطعت لسانك السليط هذا.كم مرة أخبرتك من قبل لا تتدخلي بما لا يعنيكِ، وبالأخص وضعي أنا وزوجتي.
ـ فيصل هي لم تقصد اهدأ.
هكذا هتفت والدته بعدما توسلته بعيناها ألا يتهور أمام الجميع لكنه لم يهدأ بالعكس نظرة والدته، ودفاعها عن شقيقته بالخير والشر يجعله بأقصى درجات جنونه منها لكن ارتفع صوت مستنكر آخر علي صوته جبره أن يصمت:
ـ فيصل اترفع صوتك وأنا هنا بينكم!
اخرسه صوت الجد مؤقتًا ناويًا معاقبتها فيما بعد. حاولت فيروز تحرير يدها من يده لكنه أبى أن يفعل بل رفعها مقبلًا إياها بعشق لا خلاص لها منه، وهو يحرك شفتيه يذكرها بشيء خاص جدًا بينهم وينهىهِ بقبلة على يديها، وهو يهمس:
” أحبك يا فزورتي”؛ لتبتسم جبرًا عليه، وعلى أفعاله الطفولية التي لا تنتهي.
ازداد سخط نيره ومشيرة؛ لتردف نيره بحقد، وهي تنقل نظرها بين العم والجد لاسيما عمها الذي يستمع لها بنشوه نصر.
وهي تحكي خطتها التي اقترحتها له من قبل للخلاص من المذيعة لكن باختصار واقتصاص المثير منها، وكل ما يخصها لكنها لم تزيد الطين إلا بلل بسبب صرخة فيصل عليها الذي اتسعت عيناه صدمةً مما تحكيه بأريحية:
_ نيره اصمتي أفضل لكِ منذ متي والنساء تتدخل بأعمالنا؟!
ثم ما كمية الشر التي تتمتعين بها هذة! من أين لكِ كل هذا؟! الأمر لا يستدعي كل ذلك سنتدخل قانونيًا ونحلها لا داعي لعك النساء ومكرهم.
علي الرغم من أن “فيصل” هو أساس الكارثه هو وعمِها وهما من افتعَلوها بمصنعهِم الذي جعلهم الجد مسؤولان عنه إلا أنه كان ذو لسان سليط دائمًا بالحق، غيورًا متملك على ما يخصة من النساء. لا يخشى أحد ولا حتى الجد نفسه فحينما فعل صرح بفعلته، ولم يكترث بغضب عمه منه، ورغم أن الجد مازال غير راضيًا عنه إلا أنه لم يعترض فيكفيه فخرًا اعترافه بفعلها عكس ابنه الذي أنكر تمامًا علاقته بما حدث ولصقها بابن أخيه الشاب.
هتفت نيره ببرود:
_ أنا أقول الصدق يا فيصل لقد أصبحنا علكه، والصحافة والإعلام يلاحقوننا من هنا لهنا تلك المرأة عليها دفع ثمن ما فعلته. ليتها تحترق في الجحيم إلى الأبد !
_ وماذا تقترحين يا سيدة نيره؟
كان هذا صوت فادي الساخر الذي خرج عن صمته أخيرًا. لطالما كان يتجنب الحديث خصيصًا بوجود الجد لكن تلك المرة صرح بتهكم متجاهلًا صوت الجد الذي اخترق آذانهم بأن يصمتوا، ويكملوا طعامهم، وهو سيتكفل بالأمر لكنها لم تستمع كانت بحرب نظرات بينها وبين فادي الذي اشمئز منها ما أن لفظت ما لفظته:
_ لا وقت لاقتراح يا دكتور فادي لقد بدأت بالفعل.
انتفض فيصل من مكانه صارخًا بها بقوة أكبر:
_ ماذا فعلتي يا نيره؟ اللعنة عليك؟
لمعت عينا فريد الزيني بمكر ونصر.كم يتفاخر بتلك الفتاه فلم تخيب له ظنًا أبدًا هي الوحيدة من بينهم تماثلة بكل شيء حتى بسرعتها واندفاعها.
عينا فريد التي لمعت بانتظار حديثها كانت كفيلة بزيادة ثقتها بنفسها، وبما فعلته لكنها لم تُخفي عن الجد المراقب له تمامًا. فريد ابنه كان خارج دائرته دومًا حضر أم لم يحضر لم يكن يكترث له، وفي الأغلب لا يأتي أبدًا، ومجيئه بهذا الوقت تحديدًا أثبت له ما يشك به تمامًا، وأن ما يحدث على هواه جدًا، وربما ما وصلة من معلومات عنه هذه الآونة هي حقيقية جدًا.
لمعت عينا الجد بغضب آثر أن يبقي كامنًا فربما قد كبر ونالت الشيخوخة منه لكنه مازال فطنًا، ويشم رائحة الغدر والخسة من على بعد أميال، وما يحدث الآن هو حملة ممنهجة ضد أسمه الذي نحت في الصخر ليصل إلى ما هو عليه الآن هو وأجداده.
جففت فمها برقة غير مكترثة لصراخ أخويها، وهتفت بثقة:
_ العين بالعين والبادي أظلم يا فيصل .
_ ماذا تعنين لا افهم عليكِ؟
ألقى الجد بمعلقته على الطاولة صارخًا :
_ ألم يعد لوجودي احترام بينكم، تصرخون أمامي هكذا.
_ لكن يا جدي الم تستمع لما تقوله، دعني أربيها كما يجب.
هكذا هتف فيصل بغضب قبل أن تهتف نيرة:
_ قم بتربية نفسك أولًا، الست من افتعل تلك الكارثة
أجابها ببرود تلك المرة وهو ينظر لعمه الجالس كالاخرس لكنه منتشي:
_ لست وحدي من افتعلها، اقلة انا اعترفت بخطأي أما الآخرين..
صمت بمغزي قبل أن يصرخ الجد :
_ قلت اصمتوا.
ولكن صوت جهور آتٍ من خلفهم قطع شجارهم:
_ ولما يا جدي دعنا نستمع، ونصفق لما فعلته ابنة الزيني المحترمه، لقد جعلت الجميع يبصق علينا، ويشير علينا أننا بلا شرف.
اتسعت عينا نيرة بخوف حقيقي من وجودة، ومن إمكانية أن يكتشف حقيقة الأمر:
_ ماذا تقول أنت؟
مال برأسه ناظرًا لها بنظرة سوداوية:
_ لم يتجرأ أحد علي خرق قوانين العائلة مثلك، لقد افتضحنا بسبب فعلتك، وإن كان لنا حق واحد بما حدث فقد ضاع بسبب غبائك، لقد اشتكت المذيعة وتقدمت بكل ما يحدث معها من تهديدات للنيابة وجاري البحث عن من فعل
_ ها، لا لا لم يحدث.
صاح الجد بغضب :
_ اللعنه عليكم جميعًا، بيجاد ألحق بي.
**********
اجتمعوا جميعًا بالطابق الأسفل حيث اختاره قاطني الكومباوند المكون من ستة أدوار ليكون مكان مجلسهم.
الكومباوند لا يسكنه إلا ثلاث سكان فقط “رامي الريس” وزوجته “هبة”وطفله “عمر” و “ربي راشد ” وطفلها “عزالدين” والأخرى كانت دكتورة أثير التي سافرت لانتداب طبي لأحد البلاد منذ شهرين، ولم تعد بعد، وباقي الأدوار كانت ملكًا لصاحب البناية وأولاده القانطين بإحدى دول الخليج العربي .
والدور الأول كان فارغًا لذا استأذنوا؛ ليسْتغلوه ليكون مكان اجتماع لهم .
قرروا استغلاله ليكون كاستراحةٍ لهم ليِسهرا معًا دون حرج، وليلعب أطفالهم معًا، ويستطيعون تركهم مع حارس العقار وزوجته دون الاضطرار لِدلوف شققهم. خصصوا لكل شقة غرفة بالدور الأول بها بعض من أساسيات الأطفال التي قد يحتاجونها إن لم يكونوا هم معهم .
لقد وضعت ربي كل ما تملك في تلك الشقة بعد عام من محاولة إقناع هبة ورامي لها بعدما عرفها رامي على زوجته وأثير بعد عملها معَه “كَفويس أوفر ” على المنصات الاجتماعية. احبُوها ودَعموها حتى تخلصت من الكثير من العراقيل بحياتها .
بالبداية كم تمنت لو تستمع حقًا لهم، ولكن المال والخوف كان عاقبتها الوحيده. ظلت تعمل بجد حتى استطاعت أخيرًا شراؤها والانتقال لهنا هربًا بعدما استطاع رامي مساعدتها في بيع الممتلكات التي كتبتها لها والدة زوجها رحمها الله.
لا أحد يعلم أنها أفنت معظم مدخراتها التي كانت تدخرها للزمن، وتلك الأموال التي تأتيها من عملها، ومنصات التواصل، وعملها كَفويس أوفر التي مازالت تعمل به بالكاد يكفي مصاريف دراسة طفلها، ودراسة الدكتوراة التي عكفت على تكميلها.
مازال لديها الكثير؛ لتحققه لكن يبدو أنها انتهت وانتهى مسيرتها. لو انتشر هذا الفيديو لها بتلك الهيئة المقززة كما يُهددوها ستنتهي حياتها، وسيصل إليها من تركتهم، وهربت وستنتهي حتمًا.
اقتربت هبه منها، واحتضنتها بحنو وخوف حقيقي عليها فربي من النوع الذي يدخل القلب على عجل. فتاة هادئة ووجهها يبعث بالنفس الرضا والراحة، ورغم أنها كانت بالبداية غير راضية عنها، ولا عن عملها مع زوجها ودبت الغيرة بقلبها كأي أنثى بمكانها الإ أنها ما أن صرحت له بذلك إلا وضحك وأصر أن يريها من هي تلك الفتاة التي تغار منها صاحبة الحنجرة المميزة التي تمتلك ملايين المعجبين على منصات التواصل الإجتماعي، وبالفعل اصطحبها معه للإذاعة. كانت بدأت هي للتو العمل بها، وعرفها على ربى التي صعقت ما أن رأتها بذلك الجمال والبراءة لم تتحرك شعرة غيره واحده منها آنذاك كل ما شعرت به هو الشفقة عليها.
علي طفله وبجوارها طفل مثلها.كانت تصطحبه معها بِبداية برنامجها حتى لا يشك بها أحد من البلدة.
لقد تفاجأت بصغر سنها.كانت بالخامسة والعشرين من عمرها آنذاك بعد بينما هبة بالَسابع والثلاثون ورامي بالخَامسة والأربعون ،وطفلها بالصف الأول الإبتدائي
رأتها طفلة بجوار طفلها تصارع الحياة كأم وأب له. شعرت بالأسى عليها وحمدت الله علي حالها التي كانت تتذمر عليه، وتشكو منه.
لقد كانت دومًا حزينة؛ لأنها لم تستطع إنجاب إلا طفلها “عمر” بعد العديد من المحاولات الفاشلة لعمليات الحقن المجهري.
حمدت الله وشعرت بالفخر من زواجها برجل كرامي الذي آثر مساعدة ربى حينما أخبرته حكايتها قبل عملها بالإذاعة معه .
كانت رافضة بالبداية لصعوبة التنقل لكن ما أن علم رامي ظروفها، وطموحها أصر عليها وحمسها؛ لتحقيق ذاتها..
عملها كفويس أوفر لإعلانات السوشيال ميديا كان ناجح جدًا، وهذا ما جعل عادل المالكي يهرول للتعاقد معها.
رغم فرق السن بينها وبين ربى إلا أنها لم تهتم له، وكذلك ربى حتى أنها بعدها عرفتها بأثير جارتها التي كان لها الفضل الأكبر بإقناع ربى بأن تنفض الماضي عنها وعن رأسها وتأتي لتعيش معهم.
احتضنتها بحنو أشبه بالاحتواء ربى ليست صديقة فقط بل تشعر بأنها ابنة لها هي وأثير، وهي والدتهم حقًا،
اردفت بحنو بعدما انتهت من الهمس لها ببعض الآيات القرآنية بأذنها :
_ اهدأي ربى مؤكد الجميع الآن يعلم بعد البث الذي بثه رامي أن من فعل تلك الأفعال، وينشر عنك تلك المنشورات الإباحيه ليس أنتِ بل من فعل آل الزيني العظماء كما أن الجميع أصبح علي دراية جيدة بمن هي ربي راشد، وكيف هي أخلاقها ثم أننا بموقف قانوني الآن جيد.
ألم تري بعينك كم التعليقات التي تدافع عنك قبل حتي البث المباشر؟!
هكذا هتفت هبة التي هالها انهيار ربى ما أن دخلت عليها بعد عودتها هي والأطفال. الحمدلله الذي هداها لتعود في ذلك الوقت بعدما كان الأطفال يتمسكون بالبقاء أكثر بعد فربى تصاب بنوبات هلع، وبكاء خارجة عن إرادتها ما أن تقع تحت ضغط.
اقترب عزالدين الذي يبكي كأمه منذ عادوا، واحتضنها بحماية هامسًا لها بأذنيها بحنو:
_ لا تبكي يا أمي ستمرضِ.
لطالما انهارت ربى مع كل نوبة حزن وتوتر. تتحول للنقيض وتصاب بحالة من اللاوعي والبكاء ولطالما شهد طفلها على ذلك. لقد ظنت أن بانتقالها وهروبها من ذكريات الماضي ومآسيه أن الأمر سينتهي لكن يبدو أنها كانت مخطئة فحينما رأت تلك الصور المقززة المرفقة بصورتها الشخصية علي الواتس، واسفلها تهديد خالص لها إن لم تنهي المهزلة هذه أصابها التوتر ، وشعرت أنها ستنهار، ولن تجد من يسعفها، و تماسكت بأقصى قوةٍ لها . الحمدلله أنها هبطت للأسفل حتى تسعفها أم رضوان زوجة حارس العقار التي أسرعت تنادي رامي لكي تخبره .
مازالت لم تصدق تلك المصيبة التي حلت فوق رأسها وألف احتمال يدور برأسها، والخوف الأكبر من ظهور صورتها هذه علي السوشيال ميديا لكن سرعان ما انهار عالمها ما أن عاود الرقم أرسال فيديو لها يهددها إن لم تتنازل عن سكوتها التي قدمتها، وإلا لا تلوم الا نفسها.
صدمت ما أن فتحته، وهي تكافح لتمسك نفسها وصراخها ، وهي ترى تلك الفتاة بالفيديو نسخة طبق الأصل منها بل من يراها يقسم أنها هي، هي تمامًا..!
تقسم أنها كادت تصدق من شدة الشبه بها لولا ثقتها بنفسها أنها لم ولن تفعل هكذا أبدًا . غيامة سوداء غشت عيناها ما أن تبع هذا كله اختراق حساباتها الشخصية على السوشيال ميديا.
وقلب السوشيال ميديا جميعها عليها بل وصل الأمر لتهديدها باختطاف طفلِها، وهذا ما لن تتحملة.
خارت قواها، ولم تعد ترى أمامها لولا يد أم رضوان التي صرخت علي زوجها كي ينادي رامي مجددًا؛ ليلحقها ما أن رأتها تترنح باكية لكن سرعان ما تلقفتها يد هبة التي دلفت للتو مع الأطفال، وهالها منظر ربى . احتوت هبه حالتها بخوف وحنو كما تفعل دائمًا.
عادت من شرودها وأجابتها بابتسامة متعبة نوعًا ما على طفلها الذي عاود سؤاله لها على حالتها:
_ أنا بخير يا عمري لا تقلق.
_ حقا يا أمي ؟
_ بالطبع.. أمك قوية لا تخف.
ابتسم عزالدين بسعاده ما أن اطمأن قلبه البريء، وهتف بسعاده:
_ أن كنتِ كذلك فهيا لقد دلف الجميع لبيوتهم دعينا نخرج نمرح، ونلعب سكيتنج.
فرح الأطفال، واقتربوا يتوسلون ربى حتى كادت تستسلم :
_ حسنا دعوني أستعيد قوتي أولًا، وأعدكما بذلك ربما غدًا لكن ليس اليوم أرجوكم.
صفق الجميع بمرح كالاطفال، بينما هز رامي رأسه مردفًا بقلة حيلة منهما :
_ الله يرزقني الصبر ورجل معي ليحكموكما لقد سئمت جنانكم.
اتسعت أعين هبه، وهتفت بسخط:
_ ماذا تقول يا أبا عمر؟!
انفرجت شفتاه عن ابتسامة مصطنعة :
_ لا شيء ياروح أبا عمر .
رفعت ربى حاجبها، ومالت تهمس بأذن هبه:
_ الرجل محق نحن ننسى مآسينا بلمح البصر.
أَجابتها هبه بجديه مصطنعه:
_ نعم علينا فعل ذلك دائمًا. الحياه يا عزيزتي لا تبقي كما هي أبدًا تتغير بلمح البصر أيضًا لذا لنستمتع بعمرنا.
ضحكت ربى مؤيدة إياها :
_ كلامك صحيح هبه علينا أن نمضي ركضًا فعجلة الحياة لن تنتظرنا.
شردت مجددًا قليلًا قبل أن تهتف هبه بها بقلة حيلة:
_ هيا لنصعد حتى نرتاح لما هو آت، و دعيها للخالق عزيزتي.
تشجعت ربَى ووافقتها، وهي تشجع نفسها بألا تنهار مجددًا.
هي لا وقت لها لتفعل حياتها ومسؤلياتها لا وقت فيها لذلك، وبعدما وصلت الحقارة بتلك العائلة لهنا فعليها أن تواجه بكل قوتها.
_ أنت ِ محقة هبه الحياه لا تقف على أوجاع أحد لكن..!
صمتت ربى، وألف سؤال، وعلامة استفهام عاد لعقلها جعلها تشرد قليًلا إلى أن دفعتها هبه:
ـ ما بك بماذا شردت مجددًا؟!
التفت؛ لتنظر لرامي الذي اكفهر وجهه، وهتفت:
ـ رامي تلك المرأة ( أم سلوان) زوجة العامل الذي من المفترض أن تكون أدلت بشهادته بالنيابة، لا تجيبني هل علمت ما قالته بالنيابة؟
_ ها ..
_ ها ماذا؟ أشعر بأنك تخفي عني شيئًا ما.
ازداد صمت رامي، وما عاد بقادر على الصمت أكثر لكن ما أن تأمل شحوب وجهها، وتلك النظرة التي طلت من أعين زوجته كي لا يُصرح بما يزعجها الآن صمت.
كيف يخبرها أن الأمر ازداد عن الحد؛ ليصبح كمعركة حقيقة، وأن حياتها الشخصية صارت علكة بين رواد السوشيال ميديا لكنه آثر الصمت رأفةً بها خصيصًا بعد شهادة تلك المرأة.
ـ لا تقلقي يا ربى سنصل إليها، لم تدلي بشهادتها بعد.
_ لكن رامي !
ـ لا لكن هيا اجمعي فقط شتات نفسك، وأنا سأخرج الآن .
ـ ماذا إلى أين؟
هكذا هتفت هبه معترضة لقد قضوا اليوم كلة بالخارج وللان لم تستطع أن تلتم عليه، تريد أن تعلم منه بالأعلى كل شيء يخفيه عن ربى لكنه أردف بنبرة ذات معنى فهمتها هي:
ـ لدي عمل لا يمكن تأخيره يا هبة، هيا سآتي بعد قليل.
اتسعت أعين هبه، وهتفت:
ـ أشم رائحة خيانة أقسم لأمسك بك ذات يوم.
ابتسمت ربى ابتسامة متعبة حقًا على جنان هبة، ومن ثم صعدت كل واحدة لشقتها.
********
ما إن خرج رامي من المبنى وجد صديقه ينتظره. القلق ينهش به وبعد ما أخبره به المالكي عن شهادة تلك المرأة وإنكارها لمعرفة ربى من الأساس أصابة بمقتل، ومع وقف إعلان برنامجهم ومحو كل شيء يخصهم من القناة ضعف موقفهم، ويشعر وكأن المعبد تهدم من فوقة. لم يعد يعلم أي شيء لذا عليه أن يفهم.
ـ ما بك لما تأخرت هكذا؟ ولما كل هذه العجلة هل هناك خطب ما ؟
هكذا هتف معاذ صديقه، والذي يعمل بجهة أمنية سرية بالبلد هو نفسه لا يعلم غير أنه يعمل لدى الداخلية وفقط.
زفر رامي بصوت مختنق، وهتف :
_ دعنا نجلس بمقهى أولًا، وبعدها نتحدث.
ـ حسنا هيا بنا.
بعد برهة كانوا يجلسان سويًا، ورامي يحكي له بعجالة عن ما حدث.
ـ يا الهي ألم تجدوا إلا عائلة الزيني؛ لتشتبكون معها رامي ألم تسمع عن فريد الزيني وقذارته؟! وما هو بقادر على فعله. لقد وصل الأمر لما قد لا تتخيله يا رامي نحن بالأساس نتعسس عليه منذ فترة، أنه رائد الدعارة الأول بالشرق الأوسط، ورغم أننا متأكدون من ذلك إلا أننا لم نستطع للآن أن نمسك علية شيئًا يدينه، وحتى أن توصلنا يجد مخرجًا ينفذ منه، أنه كالثعبان يلسع بلا رحمة. لما لم تتصل بي قبل بث الحلقة وتخبرني واللعنة عليك أنتم الإعلام دائما ما تفسدون مخططاتنا؟!
صراخ، وانفعال معاذ لم يزده إلا خوفًا لكن ليس عليه إنما على ربى، وطفلها.
ـ ليست المشكلة بالزيني وعائلته الآن أنت تعي انني قادر بعون الله علي قلب السوشيال ميديا بأكملها عليه رجلاً لرجل لكن تلك المرأة قد غيرت شهادتها تمامًا كما أن عادل المالكي أخبرني أن شربكه خلع يده منا تمامًا؛ ولان نسبته قليله بالمحطه أمره بتحمل المسؤولية كاملة، وأنه سيثبت أنه لا علاقة له بما يدور بالإذاعة هو من الأساس ليس له علاقة بالإدارة كما أن سحب الزيني إعلاناته من المحطة دمر الميزانية، وهدد بانهيارها.
هَتف معاذ بتهكم، وهو يزفر دخان سيجارته:
_ كل ما تقولة متوقع يؤسفني يا صديقي أن أخبرك أن موقفك حرج جدًا.
_ وبماذا تنصحني؟!
_ انسحب ودع لنا الأمر.
_ لكن هذا جبن، ولست من أهلة!
انفعل معاذ عليه، وهتف صارخًا:
_ ليس جبنًا يا رامي افهمني كل ما أخبرتني به من تهديدات هو نقطة من بحر لم يبدأ بعد.
_ هل تخيفني؟
_ أنا أقول الحقيقة يا رامي، ابتعد من أجل النساء.
_ وماذا عن الشكوى التي تقدمنا بها والتهديدات التي نتلقاها، وقد أثبتنا حالةً بها.
نظر له معاذ بصمت، وهتف متهكمًا:
_ للآن لم تفهم، المال أقوى من الشهرة، والسوشيال ميديا وَهم كبير، وكما رفَعوكم الآن مجرد خبر يتسرب لهم، ولو كذبًا عنكم سَيصدقونه و يرجموكم بالحجار. اسمع مني يا رامي، ولملم ما تبقى، ودع الأمر يجري كما خطط له من قبل الأمن .
_ لكن !
_ ماذا؟
_ لن أسحب الدعوى المؤخرة يا معاذ التي قدمتها بذلك الرقم الذي يرسل تهديدات لنا ولربى .
_ انت لا فائدة منك.
_ قلت لك لست جبانًا! كيف لي أن أصمت، وهم يتهمون امرأة بتلك الإتهامات الشنيعة.
_ إذن استعد للحرب التي سَتفتعلها بيدك.
لم يزد كلام معاذ له إلا هم فوق همه جل ما يخشى عليه الآن هو ربى وطفلها وطفلة أيضًا وزوجته، وما قد ينالهم إن حدث وانتشرت صورتها، وفعل آل الزينى ما يهدْدوها به ستواجه حينها ما سعوا إخفائه طيلة الوقت.
تأمل معاذ وجه صديقه، وهتف بمغزي:
ـ أخبرني ماذا تخفي بعد؟
صمت رامي قليلًا ثم هتف محاولًا إيجاد حل عنده:
ـ ربى
ـ مابها؟!
ـ سأخبرك لقد وعدت ربي أن أتكتم على الخبر لكن لابد أن أخبرك لتفكر معي.
_ أعدك أن أفعل ما بوسعي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ